بعد أن نجحت ثورة أكتوبر ممثلة في الأحزاب السياسية والنقابات والاتحادات المهنية والحركة الطلابية في إسقاط أول حكومة عسكرية ، بدأت جهود الوطنيين الحادبين على مصلحة البلاد في تنظيم مسيرتها الهادفة لتوحيد حزبي الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي لتكملة ما حققته الحركة الاتحادية من إنجازات كبيرة كالاستقلال والجلاء والسـودنة ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، واقتنعت قيادات الحزبين الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي بضرورة التوحيد حتى تعود الحركة الاتحادية لما كانت عليه في أول انتخابات برلمانية من قوة وصلابة ووحدة مكنتها من اكتساح تلك الانتخابات على مستوي مجلسي النواب والشيوخ ـ وبعد موافقة السيد / علي الميرغنى والزعيم / إسماعيل الأزهري تكونت لجنة من ثمانية أعضاء للعمل على توحيد الحزبين في الحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسـة الزعيم / الأزهري وسكرتارية الدكتور / أحمد السيد حمد ، كما تم تعيين الشيح / علي عبد الرحمن نائبا لرئيس الحزب الجديد ، وتكون المكتب السياسي للحزب الجديد من ثلاثين عضوا بعد إجازة ميثاق الحزب الذي تضمن الخطوط العريضة للسياسـة الداخليـة والخارجيـة وللمرة الثانيـة تكتسـح الأحزاب الاتحاديـة الانتخابات البرلمانيـة بعد توحيـد صفوفها واتفاقها على برامج لتنفيذ خطط التنمية في المجالات الزراعيـة والصناعيـة والخدميـة ، حيث كان للحزب الاتحادي الديمقراطي الأغلبيـة من نواب البرلمان ، وقد فاز الحزب ب ( 110 ) دائرة ، وتوزعت الدوائر المتبقية ( 118 ) دائرة بين الأحزاب الأخرى .
وبعد توحيد الأحزاب الاتحادية بدأت لجان الحزب الاتحادي الديمقراطي تنتظم في الأقاليم والمدن ، وشرعت في توحيد صفوفها وعقد مؤتمراتها إلا أن تلك الفترة لم تدم طويــلا بســبب اغتيـال
الديمقراطيـة مرة أخرى بانقلاب مايـو 1969م . وعندها حلت جميع الأحزاب السياسـية وصودرت ممتلكاتها ، وأدخل قادتها السجون والمعتقلات نتيجة لمقاومتهم للانقلاب العسكري وكفاحهم المتواصل لإعادة الديمقراطية ـ وقامت الجبهة الوطنية المتحدة بقيادة المناضـل الكبير الشهيد / الشريف حسين الهندي لتناضل من أجل قضية الشعب السوداني العادلة التي ظل الحزب الاتحادي الديمقراطي دوما يحمل رايتها وظل الشريف حسين الهندي يقود المعركة الشرسـة من أجل إعادة الديمقراطيـة والحرية للشعب السوداني مع رفاقه في الحركة الاتحادية وقادة الأحزاب الأخرى والاتحادات والنقابات المهنية إلي أن استشهد في سبيل الوطن والمبادئ الوطنية السامية التي رفعتها الحركة الاتحادية منذ نشأتها .
ونجحت الجبهة الوطنية ممثلة في الأحزاب السياسية والاتحادات والنقابات المهنية في انتفاضة 6 أبريل 1985م وشارك الحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسـة السيد / محمد عثمان الميرغنى في حكومة ائتلافيـة مع حزب الأمة بعد انتخابات عام 1986م ولكن هذا الائتلاف قد انفض في بداية 1989م ليختار الحزب الاتحادي الديمقراطي مقاعد المعارضـة لأسباب تتعلق بعدم موافقة حزب الأمة علي اتفاقية السلام التي عقدها الحزب الاتحادي الديمقراطي مع حركة قرنق في نوفمبر 1988م وكادت أن تنجح تلك الاتفاقيـة في إيقاف حرب الجنوب ، وإعادة السلام لولا المعارضـة التي قادها كل من حزب الأمة والجبهة القومية الإسلامية ضد بنود الاتفاقيـة ، وفي 30 يونيو 1989م وقع الانقلاب العسكري الثالث بقيادة الجبهة القومية الإسلامية التي شعرت بأن معظم القوى السياسية السودانية بما في ذلك حزب الأمة قد وافقت أخيرا على اتفاقيـة السلام رغبة في الاستقرار واستتباب الأمن وإيقاف الحرب الدائرة لعدة عقود في جنوب البلاد .
ومره ثانية يتحمل الحزب الاتحادي الديمقراطي مسئوليته التاريخية والوطنية ويتصدى متحالفا مع القوى السياسية الأخرى للانقلاب العسكري الذي قامت به الجبهة القومية الإسلامية حين أصبح السيد / محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي رئيسا للتجمع الوطني الديمقراطي الذي يضم الأحزاب السياسـية السودانية وحركة قرنق ومنظمات المجتمع المدني ، كما كان للحزب الاتحادي الديمقراطي دور بارز في حركة النضال التي كان يقوم بها التجمع الديمقراطي بالداخل لإعادة الديمقراطية وتحقيق السلام في ربوع الوطن
موضوع: مولد الحزب الإتحادي الديمقراطي 
السبت 21 يونيو 2008, 6:46 pm
