قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- لقد تركتكم على البيضاء ، ليلها كنهارها ، و لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ، و من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بما عرفتم من سنتي ، و سنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، و عليكم بالطاعة ، و إن عبدا حبشيا ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف ، حينما قيد انقاد
الراوي: العرباض بن سارية المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 937
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
أنظر أخى الكريم المصطفى صلى الله عليه وسلم يوصينا بإتباع سنة الخلفاء الراشدين ودائماً ما يٌنقل عن الخلفاء أفعالهم وبعضها مما لم يفعله المصطفى وإن كان من جنس ما أتى به المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه مثلما فعل الفاروق فجعل صلاة القيام فى جماعة كل يوم بالمسجد وهو ما لم يفعله رسول الله
هذا هو فعل الفاروق أما لماذا فعل ذلك الفاروق فهذا هو المبدأ الذى على أساسه فعل ذلك الفاروق فالمبدأ هنا أن الفاروق أراد أن يجمع المسلمين بالمسجد بعدما قل تواجدهم بالمسجد بالمقارنة بما كانوا عليه عندما كان رسول الله بينهم
مما سبق يتضح لنا أنه من سنة الخلفاء الراشدين التى يوصينا الرسول صلى الله عليه وسلم بإتباعها ليس فقط أفعالهم ولكن أيضاً المبادئ التى كانت محركهم الى هذه الأفعال
فكان مبدأ الفاروق انه لابد من مواكبة المتغيرات التى تطرأ على المسلمين بافعال جديدة من شأنها حث المسلمين على التمسك بدينهم على أن تكون هذه الأفعال المستحدثة من صميم ما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهنا عالج سيدنا عمر قلة إجتماع المسلمين بالمسجد مقارنة بزمن النبى بعمل لم يفعله الرسول ولكن من صميم ما أتى به رسول الله وهو صلاة القيام
كذلك عندما مضى زمن رسول الله وزمن الصحابة وأصبح الناس فى حاجة الى أئمة يهتدون بهم ويلتفون حولهم ظهر المنهج الصوفى الذى ينص على وجود شيخ يلتف حوله تلاميذ يريدون وجه الله وهذا الشيخ يرشدهم لما فيه صلاح دينهم ودنياهم مما جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم
وكما قال الإمام الجنيد وهو من كبار مشايخ الصوفية مخاطباً تلاميذة إذا أمرتكم بشئ مخالف للشرع فلا طاعة لى عليكم
مما سبق يتضح أن المنهج الصوفى وإن لم يكن موجوداً على عهد النبى ولكنه من سنه الخلفاء الراشدين من حيث المبدأ الذين اتبعوه فى مواكبة المتغيرات التى تطرأ على حياة المسلمين على مدار الأزمان المختلفة بأفعال قد لا يكون رسول الله فعلها ولكنها من صميم ما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم[u]