عُودة وفُودة يا عثمان قصيدة وملحمة عودة مولانا السيد الميرغني لشاعرنا محمد الحسن سالم حميد

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه الإعانة بدأً وختما وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً وأسما

والحمد لله رب العالمين القائل... {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} وقد ورد في تفسيرها كما ذكر الحافظ بن كثير... لما جيء بالإمام علي زين العابدين بن الحسين بن علي "عليهم السلام" أسيراً فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام "من النواصب الذين يعادون آل البيت النبوي" فقال الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة فقال له الإمام علي بن الحُسين "عليه السلام": أقرأت القرآن؟ قال: نعم, قال: أقرأت آل حم؟ قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم, قال: ما قرأت {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} قال: وإنكم لأنتم هم؟ قال: نعم.

وقال أبو إسحق السبيعي: سألت عمرو بن شعيب عن قوله تبارك وتعالى: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} فقال: قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رواهما ابن جرير.

والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين... القائل في خطبته الشهيرة بعد حجة الوداع بغدير خم: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي, وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض» والقائل: «والله لا يدخل قلب امرىء مسلم إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي».

ورضي الله تعالى عن سيدنا وحبيبنا أبي ذر الغفاري الذي رآه حنش وهو آخذ بحلقة الباب يقول: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني, ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام من دخلها نجا, ومن تخلف عنها هلك»

أحبتي الكرام...

نجد في سياق الآية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة أعلاه وجوب محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتمامها هو محبة آله الطيبين حتى يتم الإيمان ويكتمل كما أن من أسباب النجاة في الدنيا والآخرة هو التمسك بحبلهم المتين المُوصل بإذن الله تعالى إلى حوض جدهم المصطفى صلوات الله وسلامه عليه...

لذا وجب علينا أيها الأحبة كما يقول الإمام الشافعي (عليه السلام)...
يا آل بيت رسول الله حبكم *** فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم *** من لم يصل عليكم لا صلاة له
(أي لا صلاة كاملة)
أحب النبي المصطفى وابن عمه *** علياً وسبطيه وفاطمة الزهراء
هم أهل بيت أذهب الرجس عنهموا *** واطلعهم أفق الهدى أنجماً زهراء
موالاتهم فرضاً على كل مسلم *** وحبهم أسنى الزخائر للأخرى
وما أنا للصحب الكرام بمبغض *** فإني أرى البغضاء في حقهم كفرا
هموا جاهدوا الله حق جهاده *** وهم نصروا دين الهدى نصرا
عليهم سلام الله ما دام ذكرهم *** لدى الملأ الأعلى وأكرم به ذكرا

وقال البرعي اليماني "رحمه الله تعالى" مُبيناً وجوب محبة آل البيت عليهم السلام:

إن في طيبة قوماً جـارُهُم... في محلِ النجمِ يعلو أن يُسامى
روضةُ الجنةِ في أوطـانهِم... وثرى أثارِهم يَبري الجـذاما
كلُ من لم ير فرضاً حبهم... فهُو في النارِ وإن صلى وصاما

وفي جزئية من قصيدةٍ لي في مدح الحبيب المصطفى بعنوان:

إله العرشِ صلي على نبينا... أبي الزَهَراء البتُول جد الحُسينا

تاتي فرضية محبتهم آل البيت عليهم السلام في هذا الجزء...

نعمة الليث أبي الحسن وحسينا
فرتاك الصفوف شايل السنينا
بدرِ وأحدِ تشهدلوا وحنينا
كم شرَّد إسود بشتن عرينا

...........................

شقاوتك يا ابن ملجم يا اللعينا
قتل خير البرية بعد نبينا
وليَّ الله على الناس أجمعينا
محبته الوصيِّ فرض علينا

إذاً وجوب محبة آل البيت الهاشمي النبوي ثابتةً كما وضوح الشمس في عز النهار بالآيات والأحاديث ومخالفة طريقهم القويم يأتي بالمصائب وما لا يُحمد عُقباه والأمثلة في ذلك كثيرة... نختصر منها ما وقع من المصائب والهموم والمآسي لعُبيد الله بن زياد قاتل الإمام الحُسين بن علي "عليهما السلام"... فقد جاء في كتب السيرة الصحيحة أن الله تعالى سلَّط المختار الثقفي على قاتل الإمام فقتله شر قتلة وصلبه على قصره كما فعل تماماً بسبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب أهل الجنة...
وقد كان قتله يوم عاشوراء وهو ـ سبحان الله ـ نفس اليوم الذي قتل فيه الإمام الحُسين بن علي "عليه السلام" وقد قتله إبراهيم بن الأشتر وبعث برأسه إلى المختار الثقفي...

وقد روى يزيد بن أبى زياد قال (لما جاء برأس ابن مرجانة "عبيد الله بن زياد قاتل الإمام" وأصحابه طرحت بين يدى المختار فجاءت حية رقيقة ثم تخللت الرؤوس حتى دخلت فى فم ابن مرجانة وخرجت من منخره ودخلت فى منخره وخرجت من فمه وجعلت تدخل وتخرج من رأسه من بين الرؤس) ورواه الترمذى...
فهذا أحبتي جزاء من يناصب آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم... تعجيل العقوبة له في الدُنيا قبل الآخرة... لذا من الواجب علينا تقديرهم وإحترامهم وتوقيرهم بما هُم أهل له...

في نوري الخضراء الوادعة الحبيبة جنة الله على الأرض ـ كما وصفها كثير من الشعراء ـ بما حباها الله من نعمة في جناينها الخضراء وسماحة أهلها... نشأ شاعرنا الجميل الصادق محمد الحسن سالم "حِمِّيد" في بيت علم وهدى وتُقى... فوالده "الحسن ود سالم" عليه رحمة الله تعالى هو أحد خُلفاء السادة المراغنة "آل البيت عليهم السلام" بمنطقة الشايقية... فتربى شاعرنا في هذا البيت الطيب الكريم على محبة آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... ونهل من ينبوع الطريقة الختمية الميرغنية الشريفة الصافي... فكان نتاج ذلك الصِدق في حديثه والوفاء والإلتزام في أخلاقه...

وصلتني هذه القصيدة من المهندس/ عبد المنعم العوض أحد أبناء الطريقة الختمية الميرغنية وأحد القيادات البارزة للحزب الإتحادي الديموقراطي بمنطقة الخليج عبر صديقي الجميل المهندس/ السيد سليمان السيد... وقد أعجبتني هذه الملحمة لما فيها من صدق الكلِم والمشاعر... وكان ذلك فرحاً وتشوُّقاً لعودة الحسيب النسيب مولانا السيد/ محمد عثمان الميرغني من غربته الطويلة التي ما زال السودان بأسره متعطشاً لها... وها هو قد "إتبلَّ شوقه بعد صبر وعناء" فعاد المُحب لمحبيه والشيخ لمُريديه والقائد لأبناء شعبه الأوفياء... كتبها شاعرنا "حميد" وكانت من ضمن فعاليات إستقبال موكب مولانا الشريف... ولكن الله تعالى أراد أن يعُود السيد هذه العودة الممزوجة بين حُزن فقد السودان الجلَل في الحسيب النسيب مولانا السيد أحمد الميرغني "رحمه الله تعالى" وفرح قطعه لهذه الغربة التي طالت وهو يُكابد ويلات الفراق من أرض الوطن ضارباً بذلك أسمى التضحيات والفداء من أجل سلامة وأمن شعبه الصامد الذي هَبَّ في حشد عظيم حدَّ الدهشة للمتابعين فاق الخمسة ملايين "مُحِب" في ذلك اليوم المشهود لإستقباله نجل السيد علي وسليل المراغنة الكرام وأحد أركان البيت النبوي الشريف بالسودان...

لذلك إستميحك عُذراً أخي الكريم محمد الحسن سالم بنشر هذه الملحمة التاريخية "عُودة وفُودة يا عثمان" لأضعها بين يدي قرائنا الكرام ليستنشقوا عبير ما سطرته يداك بماء الذهب في عودة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الميمونة... والتي هي الخير والبركة والأمن والرخاء للسودان كما تنبَّأ عدد كبير من المتابعين والمُحللين والمُريدين...
وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد.. وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المُجتبين...

عودة وفودة يا عثمان
محمد الحسن سالم "حِمِّيد"

"عاش أبو هاشم حوض العاشم" ... مرحبتين يا جايي وراسم
فوق الشوق الفجر الباسم ... ضوَّا الوطن الزفَّ مواسم
ودَّعْنَابَا الزمن الغاشِم

أهلاً بيك يا زين يا طيِّب ... يا حَبُّوب للظَن مابْخَيِّب
يا المبروك كُلْما انتَ قِرَيِّب ... فالْنا مطيرةْ خير وهِبَيِّبْ
نَدَّت حالنا الطَوَّل كاتِم

يا عوَّاض شعبك ما فاتُو ... يا رَوَّاض للريح وشتاتُو
يا بيَّاض ظاهرو ونِيَّاتُو ... السودان عادْ بيك بي ذاتُو
غَنُّو ليالِي الكانُو مياتِم

أغلى سلام بي بسمة سلامك ... أحلى كلام لي نسمة كلامك
يا اللِّي تواضْعَك علاَّ مقامك ... سودانية دي ولَّة مسامك
سَيْ يا اْبْكَرَماً بغَّر "حاتِم"

قابِض جمرك وين ما رُحتَ ... إتْجَرَّحت جَدعْ ما نُحْتَ
شِنَّ النار يا صندَل فُحْتَ ... بي سر ألَقَك بُحْتَ ولُحْتَ
يا التَخَرَجْتَ الفِكْر القاتِم

جِيدْ بي جيتَك عُودَة وفُودة ... يا تُو طيوراً تنسى بِلُودا
زي ما مكة اتْلَفُّو وِفُودا ... الخرطوم ازدانَتْ قُودا
عديلة مَنَفَّل يا ابن "الخاتِم"

ياتُو ديموقراطية بتَبْقى ... وين حُرية بدونَك تلقى
لونا اللَّحَمَر زي الطلقة ... كُونا اللَّخَدر تُوب المَرْقة
الحياة حق مدَدْ يا ابو هاشم

حلفا تزِف لي نمولي قدومك ... بارا تبارك لي سَلُّومك
النيلين قَلَدَنْ خرطومك ... يا تاريخنا الليلة دا يومك
يوم السَّعْد اب مُوج متلاطم

جُملة يحبَّك وربك عالم ... شعباً حاني انساني مُسالم
دُوغري واماني مُو فقري وصارم ...
وكيف حقاني عليهو الظالم ... طالع زيَّك وزَيُّو ملاحم
حيُّو الشعب ... تحيُّوا ابو هاشم

جِدَنْ جيت يا جاد يا جيِّد ... يا أجْوَاد يا دابنَا نعيِّد
أفتَح بابك يا شاهد وقيِّد: ... "نحن نأيِّد حزب السيِّد"
"عاش أبو هاشم حوض العاشم"

أحبتي الكرام...

كل عام وأنتم بألف خير وعافية...

نهديكم أحبتي القصيدة عُودة وفودة يا عثمان كاملة كما ألقاها الشاعر الرائع محمد الحسن سالم حميد لإستقبال صاحب السيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني "حفظه الله"...

"عاش أبو هاشم حوض العاشم..."
مرحبتين يا جايي وراسم
فوق الشوق الفجر الباسم ...
خفٌو المزن الزفٌو مواسم..
غوث يالخـتم الجدُو الخاتِم

أهلاً بيك يا زين يا طيِّب ...
يا حَبُّوب للظَن مابْخَيِّب
يا المبروك كُلْما انتَ قِرَيِّب ...
فالْنا مطيرةْ خير وهِبَيِّبْ
نَدَّت حالنا الأزمن كاتِم..

يا عوَّاض شعبك ما فاتُو ...
يا رَوَّاض للريح وشتاتُو
يا بيَّاض ظاهرو ونِيَّاتُو ...
السودان عادْ بيك بي ذاتُو
ضوُوا ليالِي الهوُوا عواتم...

قابِض جمرك وين ما رُحتَ ...
إتْجَرَّحت جَدعْ ما نُحْتَ
شِنَّ النار يا صندَل فُحْتَ ...
بي سر ألَقَك بُحْتَ ولُحْتَ
يا التَخَرَجْتَنا راقي وعازم..

نفسك مسك الكلمة الطيبه..
الكلمة الطيبه بخو الباطن..
ياتو المدي رفيقو الهيبه؟؟!!
وطنك ولا نقاكــ يامواطن..
أم براك الحضرة يناغم..

عاشق عصر أشجانُو وساطن..
أم براق القبلي يباطن..
ضهر الغيم الدًر العاطن
بَردو أشواق الدَرت الراطن..
شال شبال الزيفة نسايم..

حلفا تزِف لي نمولي قدومك ...
بارا تبارك لي سَلُّومك..
النيلين قَلَدَنْ خرطومك ...
يا تاريخ إتقيف يومك..
يوم السَّعْد اب مُوج متلاطم..

جِيدْ بي جيتَك عُودَة وفُودة ...
يا تُو طيوراً تنسى بِلُودا؟؟!!
زي ما مكة اتْلَفُّو وِفُودا ...
الخرطوم ازدانَتْ قُوده
عديلة مَنَفَّل زين وعفارم..

دي المريودة البيك موروده..
والآماله.. ظلٌم ...موؤدة...
المرفودة غٌبن موقودة...
ولسَه النار بين عنبر جوده....
بينكـ وبين احلامه ملاحم..

شعبكـ حُبَّك وربك عالم ...
قلبكـ حاني انساني مُسالم..
دُوغري واماني مُو صارم وحازم...
وكيف حقاني عليهو الظالم ...
واليتفلهم خارم بارم..
ياسجانة حنفضل نفتلْ ..
في صنانة نصارع وننْتل..
غاية القيد مايصدأ وينصلْ..
غُوث ومدد والحاصل يحصلْ..
للفي القلب منُو البيهادم؟

بالنبوت بالبوت بالطلقة..
بالشلٌوت بالعلْقة .. الشنْقة..
وكتم الصوت الزنقة الخنقة..
أبينا نموت يآخر سرقة..
وآخر هاكم فك الباكم.
أصحي يانايم سمَ الدايم..
الحياة حق أسرفنا ميآتم..
رايمو جدار الحزن الكاتم..
خلُوا يخشُ على روضنا نسايم..
طلْ وفراش والوردة تتايم..

عصفورين في الوطن إتْحبُو..
عاشو سوي ويوم حكمت غبُو..
طاهر اسمر سما لي ربُو...
وطائر أخضر همي لي شعبُو..
أسمى السما؟؟!!
ولا أهمَي القادم؟؟
جانا ابو هاشم جانا الناهم..
غيم الغيث للوادي الجاهم..
جانا الراعي الواعي الفاهم..
دَرب الصاح من زَرب الواهم..
شَيْ لله ياحوض العاشم...

كتَر خيركن.. سُودانية..
يُوت لي غيركن صافين نيَة..
قاشر طيركن في حُريَة..
عازم الدنيا ديمقراطية..
ورادم ثمر الجدل الطاعم..

ياتُو وفاق سوداني بيبْقى ؟؟...
وين الوحدة بدونَك تلقى؟؟!!
لونا الأسمر شفق الشرقة...
كُونا اللَّخَدر تُوب المَرْقة...
يامشهاد الوطن السالم...

أغلى سلام على فكرة سلامك ...
أحلى كلام لي بُكرة كلامك..
يا اللِّي تواضْعَك علاَّ مقامك ...
سودانية دي ولا مسامك!!
سَيْ يا اْبْكَرَماً بغَّر "حاتِم"
وسَيْ يالسمح اللازم اللازم..

جِيدَنْ جيت يا جاد يا جيِّد ...
منو جديد يا دابنَا نعيِّد..
أفتَح بابك الحضْرة وقيِّد ...
"نحن نأيِّد حزب السيِّد"
"عاش أبو هاشم حوض العاشم...
ــــــــــــــــــــــــ

وتعظيم سلام لك أخي الكريم حميد وكل عام وأنت بألف خير وعافية...

وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد... وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المُجتبين...

أبو الحُسين...

بسم الله الرحمن الرحيم
الخليفة الكبير أبوالحسين شكراً لك علي هذه القصيدة التي حينما ألقيت في حولية مولانا الحسيب النسيب السيد علي الميرغني ألهبت فينا مشاعر المحبة لآل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزى الله محمد الحسن سالم حميد الشاعر العظيم خير الجزاء ودام السيد محمد عثمان الميرغني عزيزا مؤزراً .وشكرا

لك الشكر (ابو الحسين) وللشاعر الوطني محمد الحسن سالم حميد الذي نظم الكلمات.

» د. محمد ود بادي العكودابي يمدح صاحب السيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني...
» بشارة من مولانا السيد محمد عثمان الميرغني
» مولانا السيد محمد عثمان الميرغني يصل المدينة المنورة
» قابلت مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في عيد الاضحي
» كلمة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في ختام ايام العزاء