من درر السيد المحجوب - 1207 هـ

قف واعِ

يا أيها الفطِن اللبيب اللّوْذعي
أيقِظ وقُم واسمع وقف وأبصر وَعِ
هذا الزمان زمانُ سوءٍ كلُه
فاحذر وحذر وارجِعنْ وترجّعِ
وتفرّدن عن كل أشخاصِ الورى
وتدبرّن في حال نفسك وارْجِعِ
وتوجهن لله جل جلاله
وارفعْ اليه نوائب المتضرّع
واشكو إليه مصائب الدّهر التي
عمّت وطمّتْ للوضيعِ وارْفع
والزم مكانك واقتصد مهما ترى
واشكر لمولاك الأجلّ الأرفعِ
واقنع من الدنيا بميسور ولا
تطمع فإن الويل للمتطمّع
وازهد عن الكونين ان ترُم العُلا
والزُّهد أسٌّ طريقنا المُتمنّع
واصبر وتبْ واشكر وخَفْ من خشيةٍ
وارجو توكَّل وارْضَ بالمتوزَّع
واحببْ الهَك واعشِقْن واشْغَفْ به
وادمْ غرامك بالحبيب الامتَع
وتولّهنْ بالحِبِّ وانْشقْ عَرْفَه
من كل شيءٍ كان في ذا الموضِعِ
ومتى نسيمٌ هبّ فاكْرعْ واسْكَرَنْ
من صَفْوِ راحِ الحِبِّ والمتجرّع
واخلعْ عِذار القيْد والنََّسْك الذي
يُقْصي عنِ الوصل الجميل الانْفعِ
واشهدْ بأن الكون محتجِبٌ به
غطّاهُ منه بمئذرٍ وبِبُرْقُع
واعْلم بأن الله جَلّ جَلالُهُ
مُتَقدّسٌ عنْ كُل مجَلَى مُودَع
وعَن الشئُون مع المظاهر كلها
وعن الخفي مع الجِلى ومَشْرَع
سبحانه لمْ يعْلمنْ احَدٌ له
حدّا ولا رسْماً ولا بِمُشَرّع
جلَّ الملِيكُ الفَرْدُ عنْ إدراكِنا
وعنْ القُصورِ وعنْ خضوع الخُضّع
فاسْمَع هُديتَ وصيّتي واعْمل بها
واتْبع نبيّك في الطريق الاَمْتَع
وانْهج مناهجَه العُلى والزَم لها
واشْتَقْ الى لُقْيا الكريم وارْجِع
هذا هو السّنَن القويم فدُمْ به
وهْو الصراط المستقيم فقف وَعِ


ســرمــد